وانتظرتُ أميري الذي سيخطفني على صهوة حصانه الأبيض ،
سيخطفني مرحبة، بل وأطيرُ بهجة !
فارسي الذي سيحاربُ العالم من أجلي ،
سيعود إلي، راكعًا يطلبُ يدي !
يبدو أن أميري واجه مشكلة، وسقط هو وجواده في مستنقع اللا وجود ،
أو أن فارسي قتله أحدٌ .. قبل أن يتنفس الحياة ،
~
خلدتُ مرة للنوم، وحلمت ،
حلمتُ بسندريلا، وأميرها، وحذاء الأحلام خاصتها !
إنه حذاء السعادة، الحرية، والأمنيات !
استيقظتُ .. عازمة على أن أجد حذاء سندريلا خاصتي ،
فأنا مؤمنة، أني إن وجدته سأجد أمير أحلامي ،
وسأنعمُ بالسعادة، بالحرية، وبأمنياتي !
بدأتُ رحلة بحثي .. بإصرار ،
جبتُ العالم مكانًا مكانًا ، زرتُ متاجر الأحذية متجرًا متجرًا ،
جربتُ جميع الأحذية حذاءً حذاءً ، وكلما أخفقت بالعثور عليه، زاد تصميمي !
ولم يناسبني شيء، بعضها أوسعُ مما أحتاج، وبعضها تضيّق الخناق علي ،
لا شيء يبدو مناسبًا، لا شيء لي أنا وحدي فحسب ،
~
وهناك، حيثُ مدينة العشاق وجدته ،
حذاءٌ بدا عاديًا جدًا ليكون حذاء الأحلام ،
لكنه ناسبني، كما لم يناسبني حذاء آخر ، وكما لم يناسب أحدًا سواي ،
آمنتُ به .. فالأمور ليست دومًا كما تبدو ،
حملته متباهية، بعناية ورفق .. خوفًا من أن يُخدش !
لم أعد أمشي مذ وجدته، بل أطفو على سحابة السعادة ،
حلمتُ بكل ما يمكن أن يكون، وبما لا يمكن أن يكون حتى !
حلمتُ بنجاح، بسعادة، بغنى، بشهرة، براحة بال، وبأميري !
حلمتُ بما لم أجرؤ يومًا أن أدخله حتى حيّز تفكيري ،
~
وبدأتُ أفعل مثل ما فعلت سندريلا في منامي ،
على عتبات النجاحُ، وضعتُ فردة الحذاء ،
وعند متاهات السعادة، أضواء الشهرة، درجاتُ الحب، فعلتْ !
ويا للدهشة ،
بكل مرة، عاد إلي خائب الآمال ،
وخدوشه تزيد مرة تلو مرة ،
حتى لم يعد بإمكانه التحمل، فلفظ أنفاسه الأخيرة، متهشمًا !
وأنا بذهول الصدمة .. أقهقه !
حذائي، ذاكَ الذي أفنيتُ عمرًا لأجده ، يستسلم ،
تاركًا إياي وحدي، أخرى !
لا أدري أين الخطأ، بمنامي، بسيندريلا وحذائها، بحذائي، أم بي؟!
وكأني بعد كل هذه المشاق، عدتُ بخفيّ حنين بدلًا !
~
وسط صحراء يأسي المعتمة، انبثقَ النور فجأة !
تذكرت، نعم فعلت، تذكرتُ أمرًا بالغ الأهمية !
في منامي، حيثُ سندريلا وحذائها، حصل أمرٌ ما، نعم !
فعندما انزلقت القدم بالحذاء واستقرت بين حناياه، شعَّ الحذاء نورًا ،
نورًا براقًا .. أوسع المكان ضياءً !
نعم هذا ما حصل، يا لسخافتي إذ نسيت ،
فحذائي لم ينبعث منه هذا الضياء عندما احتوى ما احتواه مني !
لا بد كان حذاءً مزيفًا، خدعةٌ من أحدهم، محاولة تقليد ليس إلا ،
والآن وقد عرفتُ الحقيقة، وأن لا بد حذائي ينتظرني بمكانٍ ما ،
سأعود لرحلة البحث أخرى، سأبدأ من جديد مرة أخرى
وسأجد هذه المرة حذاء أحلامي الحقيقي، سأفعل !
~
هل تظنون، سأفعل ؟!
ربما ~
!!